بقلم: روان بشارات – مركزة مشروع شبيبة صداقة رعوت
كان ذلك يوما عاديا, سافرت فيه الى مدرسة في تل ابيب للقاء تلخيص بعد برنامج تجريبي قمنا به في المدرسة. برنامج من اربع ورشات في صف مختلط من الطلاب اليهود والفلسطينيين (وحتى صبي من شاطئ العاج). التقيت مع مركزة مجال المهارات الحياتية ومدير المدرسة كي نلخّص السيرورة التربوية التي مرّ بها الطلاب وكي نقيّم التعاون بيننا. الموجّهين الذين مرروا الورشات كانوا نزار وسبير، باللغتين العربية والعبرية.
على مدى اللقاءات تواجدت وراقبت من الهامش وشعرت كأنّي أجلس أمام شاشة تلفاز وتاراتٍ أقفز الى داخله وأساعد المحرّرين في عملهم.
مرّ الطلاب خلال الفعاليات خضّة عظيمة من المشاعر, الغضب والخوف، ولكنّهم أبدوا تقبّلا واضحا للتغيير والتفكير مجدّدا بالأمور. في اللقاء الأول سمعنا من المركزة في المدرسة “لماذا على اللغة العربية التواجد؟ على العرب ترجمة أنفسهم أو التكلّم بالعبرية فهذه لغة المدرسة الرسمية.”, سمعنا أقوال مشابهة من الطلاب اليهود كذلك. اليوم، وبعد انتهاء السيرورة، رأينا بوضوح التغيير في التوجّه لهذه النقطة حين قالت المركزة في محادثة التقييم ” أنا أفهم أنّ العرب يرغبون بالتحدّث بالعربية، هذا أمر مهم لهم، أنا كمعلّمة عليّ تعلّم العربية.”
الأمر الذي أثار مشاعري أكثر كان التغيير الذي لمسته لدى الشبيبة. في استفتاءات التلخيص للبرنامج كتبوا أمورا مثل- “اريد ان اتعلّم أن أكون أقل عنصريّة”، “لا أريد لما يحدث في الواقع خارجا أن يكرّر نفسه في الصف”، “علينا محاربة عدم المساواة والتمييز الموجودين”. أحسست حقا أنهم بدؤوا بالتفكير بكيفيّة أخذ المسؤولية على واقعهم ومحاولة تغييره.
في نهاية لقاء التلخيص، قال لي المدير”وجدت في صداقة رعوت شريك وعنوان،. اعتقدتم أنّ عملكم هنا كان لِمرّة وانتهى، لكن بنظري حصلنا على شركاء للمدى الطويل.” حتى أنّ المدير خلال المحادثة قام بطلب مساعدتنا للتخطيط والقيام مع الطاقم التربوي بإحياء يوم ذكرى قتل الجيش الاسرائيلي (יום הזכרון) بطريقة بديلة.