خريجو صداقة-رعوت يغيرون الواقع
إن حلول ثلاثين عامًا على النشاط هو فرصة ممتازة للتوقّف قليلًا والتطلّع إلى حيث وصلنا. على مدار سنين عملها، حاولت صداقة – رعوت أن تساهم ببناء مجتمع مشترك ومتساوٍ وعادلٍ لكلي الشعبين – اليهودي والفلسطيني. انطلقنا عكس تجاه التيّار وربّينا الشباب والشابات على اتخاذ المواقف وتحمّل المسؤوليات والعمل على التغيير الاجتماعي.
خلال العقود الثلاثة طرأت تغييرات كثيرة في الواقع كما في الجمعية، لكن صداقة – رعوت كانت وما زالت بالاساس مركز لتنمية الناشطين وحثّهم على العمل السياسي – الاجتماعي. في بحث أكاديمي اجرته الدكتورة كارن روس عن خرّيجي صداقة – رعوت، استُـنتجت أن كل الخريجين، دون استثناء، يتمسّكون بمواقف ناقدة تجاه المجتمع الإسرائيلي، وأن ثلثين منهم ما زالوا منخرطين بشكل فعّال في مبادرات تهدف لتغيير المجتمع الاسرائيلي ولتحقيق المساواة مع المواطنين الفلسطينيين ومجموعات الأقلية الأخرى.
في نطاق احتفالات الثلاثين للجمعية، نود أن نسلط الضوء على نشاط الخريجين الفعّالين في مبادرات وجمعيات وأحزاب تكرّس عملها لتحقيق التغيير الذي نطمح إليه في رؤيتنا. ونأمل أن تكون مساعي وجهود خريجينا جزءًا هامًّا، وإن كان صغيرًا، في تحقيق التغيير المرغوب.
اخترنا أن نقدم لكم قصص ثمانية خريجين وخريجات، نشاطاتهم ومبادراتهم، والعلاقة التي يرونها بين عملهم اليوم واشتراكهم السابق في صداقة – رعوت.

سبير حداد
خلال الخدمة المدنية خرجت في بعثة لسويسرا مع شباب يهود وفلسطينيون، وهنالك قابلت شباب من مناطق صراع اخرى – بريطانيون ومن ايرلندا الشمالية ومن سويسرا. ” اكثر شيء مدهش حدث هناك هو انه في لحظة وصولنا لم نتقسم حسب مناطق الصراع، او حسب الفئات الاجتماعية ولكننا تقسمنا لأوروبيين وشرق اوسطيين! الاشخاص الذين شعرنا باننا الاقرب اليهم كانوا الفلسطينيين. في هذا الصدد استطيع ان اقول بان صداقة رعوت اعدتني نفسيا للإصغاء. في صداقة رعوت كانت لدي الحرية في التعبير عن نفسي، وهناك انفتحت لاشياء لم اكن اعرفها.
View Profile
ميسر عامر
عمرها ١٨ سنة، من كفرقاسم، طالبة بالمدرسة الثانوية صف ثاني عشر، رئيسة مجلس الطلاب بالمدرسة ونائبة رئيس مجلس الطلاب البلدي. شاركت ببرنامج شبيبة صداقة رعوت عندما كان في سن الخامسة عشر.
“قبل انضمامي وبدايتي مع المجموعة كنت ذات شخصية خجولة، وكانت لدي الكثير من الحواجز والصعوبات التي تواجهني في مجتمعي كوني فتاة ذات بشرة سوداء. على مدار الوقت وخلال الثلاثة سنين داخل المجموعة بدأت شخصيتي بالنمو والنضوج اصبحت اكثر وعيا لما يدور من حولي في المجتمع، ذات شخصية قوية، اجتماعية، قيادية، مبادرة، حازمه،

عنبال ابربنئل
عنبال طالبة في سنوات ال20 من عمرها، تعيش بحي التكفا في تل ابيب وتدرس حاليا للحصول على اللقب الثاني في اللغويات. تدمج في حياتها بين عملها في شركة ستارتاب وما بين نشاطها الاجتماعي.
في سنة 2013 عنبال انضمت لمجموعة حوار ونشاط طلابية ثنائية القومية تتبع لصداقة رعوت رغبة منها لتحمل المسؤولية على الواقع والنشاط من اجل تغييره داخل حرم جامعة تل ابيب. بعد سنة من النشاط، قررت عنبال مع رفاق اخرون مواصلة نشاطهم بصورة مستقلة في الحرم الجامعي. قضية الربط بين نضالات المجموعات المضطهدة اشغلت بال المجموعة كثيرا.

ياعيل روزن
انضمت ياعيل لصداقة رعوت في سنة 2011 واليوم تقول: ” كمن ولدت لفئة ذات امتيازات عديدة في اسرائيل، لم اكن اعي الكثير من الامور قبل تعرّفي على صداقة رعوت. كنت دائما اعتبر نفسي كمن تدعم السلام، لكنني لم ادرك حينها ما هو ثمن الاحتلال. كنت اعلم ان هناك عرب يعيشون بجواري، ولكنني لم اكن اعرفهم. من خلال اللقاءات والتعارف والنقاشات والصداقات التي نشأت بيننا كيهوديات وعربيات اكتشفت عالما كاملا من التعقيدات، سمعت مواقفا ومعتقدات تختلف كليّ عن تلك التي اعرفها. هذه السيرورة تحدّت كل ما كنت واثقة منه سابقا وارغمتني على اعادة التفكير وبلورة مواقفي من جديد. كان هذا من اهم الدروس التي تعلمتها بحياتي”.
View Profile
جلعاد كينان
” الواقع السياسي والاجتماعي في البلاد صعب للغاية بالنسبة لي. نحن محاصرون في داخل دوائر من الجهل والخوف والكراهية والتمييز والعنف. أي عمل من اجل مكافحة هذه الظاهر – ولو كان صغيرا – هو خطوة مباركة في الاتجاه الصحيح. صداقة رعوت هي خطوة كهذه، لأنها تعزّز الألفة والاعتراف والتعلّم والانفتاح والتعاون. من المهم أن يكون الشخص حازما وحاسما، ولكن أيضا ان يكون صبورا وان يعطي الامور وقتها –هذا لن يكون سهل ولن يمر بسهولة “.
View Profile
اور مور
اور، 25 عام، طالب فلسفة وادب من موديعين. اشترك اور بمجموعة ثنائية القومية وتخصص بارشاد مجموعات بصداقة رعوت في السنين 2012-2014.
“تعلمت في صداقة رعوت كيف يمكن من خلال الحوار تقليص الفوارق بين فئات المجتمع. تعلمت أنه سنتمكن من إحداث تغيير في الواقع فقط من خلال التغيير في الوعي الناجم عن التحدث والتعارف.
هذه الرؤية ترافقني ايضا اليوم من خلال عملي في مركز الجالية الأفريقية في القدس حيث احاول خلق حوار بين المهاجرين الأفارقة الذين يعيشون في القدس وبين جيرانهم من الإسرائيليين القدامى. اليوم أنا اعيش واعمل وكلي امل وايمان بأن الحوار يمكنه تغيير واقعنا وأشكر صداقة رعوت لمساعدتي على رؤية اهمية الحوار.”

سيستم عالي
محمد مغربي (غناء)، انبر سيتيبرجيموب (غناء وقرع)، يهونتان دييان (باس)، يونتان كوندي (غناء وغيتار)، موتي بن باروخ (طبول)، محمد اغواني (غناء)، لونا أبو نصار (غناء وغيتار)، ليبا نئمان (كمان وغناء) ونيطع فاينر (غناء وأكورديون)، شكلوا سوية فرقة الهيب هوب سيستم عالي، وذلك بعد ان التقوا في العام 2006 بملجأ عمومي في حي العجمي في يافا، في فعاليات “صداقة- رعوت”، وهي حركة شبابية تعزز الشراكة العربية اليهودية الشابة. منهم من عمل كمرشد ومنهم من كان من المشتركين ولكن جميعهم أحبوا الموسيقى. انتشر اسمهم وصيتهم بسرعة فائقة في أوساط نشطاء التعايش والسلام ، ومن ثم في اوساط ساحة الهيب هوب.
View Profile
صالح ابو رياش
صالح ابو رياش، 47، محامي يترافع بقضايا حقوقية والتماسات ضد مؤسسات الدولة ، نشيط في قائمة التقدم والمساواة بالرملة ونشيط في اطر مختلفة لتغيير. من اهم نشاطاته القضائية: تقديم الإلتماس الى المحكمة المركزية في اللد لحذف شرط الخدمة الاجبارية في الجيش, كشرط اساسي للتقدم للوظائف المدنية الشاغرة في دائرة مطارات إسرائيل, كذالك فرض غرامات مالية على الشركة بسبب وضع العراقيل لاقصاء العرب من العمل لديها. صالح عمل ايضا حول قضية التمثيل اللائق والمناسب في اللجنة المُعينة في مدينة اللد، خاصة وانه لا يوجد في اللجنة المعينة أي تمثيل للسكان العرب والذين يشكلون نحو 30% من سكان المدينة واي تمثيل نسائي.
View Profile
جال هارماط
في أواخر ثلاثينياتها ولديها ولد، أور، في الخامسة من عمره. من مؤسسات برنامج التربية للعدل الاجتماعي في كلية سمينار هكيبوتسيم، ومحاضرة في قسم التربية للعدل الاجتماعي والبيئي والتربية للسلام. إلى جانب ذلك، تدرّس جال مواضيع تتعلق بالتغيير الاجتماعي والتربية للسلام في مؤسسات أكاديمية مختلفة في البلاد، كما أنها توجّه مجموعات صراع في جمعيات عدّة. في أطروحة الدوكتوراة قدمت تحليلًا جندريًّا لحيثيات الحوار اليهودي – الفلسطيني. نشاطها اليوم يشمل أيضًا تطوعها في CEC- مركز تعليم للاجئين الأفارقة في جنوب تل – أبيب، وعضويتها في مجلس إدارة أمنستي.
View Profile
اورن زيف
يبلغ من العمر 28 سنة، يعمل كمصور صحفي ويعيش اليوم في حارة شبيرا في تل – أبيب. من مؤسسي تعاونية المصورين “أكتيف ستيلز”. يعمل أعضاء أكتيف ستيلز على تغطية صحفية مكثفة للعديد من النضالات الاجتماعية السياسية داخل إسرائيل، إلى جانب النضال الشعبي ضد جدار الفصل في الضفة الغربية. يروي أورن عن تأسيس المجموعة وتميّزها إنها تعاونية “التقينا عام 2005 في مظاهرات الاحتجاج ضد الجدار الفاصل في بلعين. أتينا لتصوير النضال دعمًا له، ولم نأت كمصورين صحفيين يُبعثون عن طريق جسم خارجي”. ويوضّح أن مصوري أكتيف ستيلز يتّخذون نشاطهم كمشاركة فعالّة في جميع النضالات التي يغطّونها.
View Profile
عميت بيرلسون
أب لولدين في نهاية الثلاثين من عمره، ترعرع في بيتح تكفا وانتقل إلى حيفا لينخرط في فعاليات صداقة – رعوت، وما زال يعيش هناك حتى اليوم. يعمل عميت منذ ثلاث سنين في جمعية “عيلم” مع مجموعات متعددة الحضارات والأعراق، حيث يرافق شبيبة معرضة للخطر، ويركّز مهام تدريب المتطوعين ومرافقتهم في عملهم. بالإضافة، ينشط عميت في مبادرة لتأسيس مدرسة ثنائية القومية في حيفا.
View Profile
رلى خوري
في الثلاثينيات من عمرها، تسكن رلى بين رام الله، القدس وحيفا. تعمل كأمينة معارض، محاضرة في كليات فنون ومركزة أكاديمية للطلاب العرب في كلية بتسلئيل. ترى في عملها وسيلة للتأثير ولتغيير الواقع: “عندما أختار مواضيع المعارض التي أشرف عليها، يهمني أن تُحدث هذه المواضيع تغيير. لا يحدث التغير عن طريق المظاهرات فحسب، بل أيضًا عن طريق تغيير الوعي، وتغييره عن طريق الفن. كل المواضيع التي اخترتها حتى الآن طرحت قضايا اجتماعية. يجب التحدث عن المواضيع وليس تجاهلها، يجب أن نكون أكثر تسييسًا”.
View Profile
روان بشارة
وصفت تجربتها في برنامج التطوع والقيادة “على سبيل تغيير” في العام 2011-2012 كتجربة صعبة ومليئة بالتحديات على المستوى الفكري والنفسي أيضا. “هذه اول تجربه لي في اطارعربي-يهودي، ولأنه لا مفر من مواجهة الاخر. كان من المهم بالنسبة لي ان يسمعني الطرف الاخر ويسمع وجهة نظري وايضا ان اسمعه. مع الوقت اكتشفنا أن المجموعه اليهودية لم تكن تعرف كثيرا عن واقعنا كعرب والحوار معها كان مهم جدا.”
View Profile